Top Ad unit 728 × 90

حصريات

حصريات

أعنف حب عشته من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 نزار قباني

أعنف حب عشته


تلومني الدنيا إذا أحببته
كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته
.. كأنني أنا التي
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
.. وفي مياه البحر قد ذوبته
.. كأنني أنا التي
كالقمر الجميل في السماء قد علقته
.. تلومني الدنيا إذا
.. سميت من أحب .. أو ذكرته
.. كأنني أنا الهوى
.. وأمه .. وأخته
من حيث ما انتظرته
.. مختلف عن كل ما عرفته
مختلف عن كل ما قرأته
.. وكل ما سمعته
.. لو كنت أدري
أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته
.. لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح ، ما فتحته
.. لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت ، ما أشعلته
هذا الهوى . أعنف حب عشته
.. فليتني حين أتاني فاتحا
يديه لي .. رددته
.. وليتني من قبل أن يقتلني
.. قتلته
.. هذا الهوى الذي أراه في الليل
.. أراه .. في ثوبي
.. وفي عطري .. وفي أساوري
.. أراه .. مرسوما على وجه يدي
.. أراه .. منقوشا على مشاعري
.. لو أخبروني أنه
.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي
.. لما تركته
.. لو اخبروني أنه
سيضرم النيران في دقائق
ويقلب الأشياء في دقائق
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق
.. لكنت قد طردته
.. يا أيها الغالي الذي
.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته
أروع حب عشته
فليتني حين أتاني زائرا
.. بالورد قد طوقته
.. وليتني حين أتاني باكيا
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبسته
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبسته

تحليل القصيدة:

من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 نزار قباني




إن الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر نزار قباني  يتضمَّن انقلاباً على الشعر
العربي من خلال تجاوزه  الطريقة
التقليدية في الكتابة أي نظام الشطرين حيث أنَّ هذه القصائد لا تبنى على وزن ٍ أو
روي ٍ معيَّن بل هي تعبيرٌ جريءٌ بما يجول في نفس الشاعر ، كذلك هي انقلابٌ على
المجتمع العربي و الفكر العربي بما فيها من أفكار جديدة و معاصرة لم يتجرَّأ على
طرحها أحد خشية من التقاليد و العادات . بينما الشاعر نزار قباني حمل شعره بين يديه
كتاباً مقدساً كريماً و بشَّر بها أبناء العرب في قرن ٍ كان يجب فيها تغيير كل شيء
. حمل شعره و تحدَّى كلَّ " شيوخ القبائل " الذين يذكرهم في شعره ، فرفع المرأة و
الحبَّ إلى مرتبة القداسة و الوطن لمرتبة الجنَّة و الشعر لمرتبة الخلود و ظلَّ
وفيَّاً لمقدَّساته الشخصية في شعره حتى مات شيوخ القبائل كلهم و ظلَّ هو خالداً في
تاريخ الشعر شاعراً للوطن و المرأة و الحب .


نزار توفيق القباني *1*

ولد في 21 آذار عام 1923 ميلادي في حي " مئذنة الشحم "
بدمشق، و كان أبوه توفيق بائع للحلويات و أحد المشاركين في الحركة الوطنية و جدُّه
أبو خليل القباني الذي أُحرق مسرحه في دمشق .


تلقَّى دراسته الابتدائية و الثانوية في الكلية العلمية
الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة دمشق و عمل فور تخرجه 1945 م في
السلك الدبلوماسي و شغل عدداً من المناصب الدبلوماسية في القاهرة و تركيا و لندن و
بيروت و الصين و اسبانية و في 1966 م استقال من وظيفته ليتفرَّغ للشعر
.


أنشأ داراً للنشر عام 1966 م في بيروت فأصدر إلى جانب
مؤلفاته الفردية المجموعة الكاملة لأعماله الشعرية و النثرية و السياسية و منه
موضوع البحث .


بعد فشل زواجه الأوَّل تزوَّج عام 1970 م من سيدة عراقية
هي      (
بلقيس الراوي ) فأجبت له زينب و عمر .


توفِّي نزار قباني يوم الخميس الموافق 30 \ 4 \ 1998  في لندن و نقل جثمانه حسب
وصيَّته ليدفم في مقبرة الأهل في دمشق لأنَّ دمشق في وصيَّته :


" هي الرَّحمُ الذي علَّمني الشعر و علَّمني الإبداع و
أهداني أبجدية الياسمين و هكذا يعود الطائر إلى بيته و الطفل إلى صدر أمه " . 




أعنف حب عشته من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 نزار قباني مراجعة بواسطة jcreator في 2:17 ص تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

مدعوم بواسطة ar1web
جميع الحقوق محفوظة روائع نزار قباني © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.